من المهم عند النظر إلي الطريقة التي يُنقل بها خبر ما من خلال السرد،أن نميز بين من يرى؟ ومن يتكلم؟ أي بين صيغة السرد، وصوت السرد،
ففي الحالة الأولي ـ "من يري" ـ فإن التحليل يكشف عن الشخصيةالتي توجه منظور السرد من خلال وجهة نظرها، أما في الحالة الثانيةـ "من يتكلم" ـ فإن البحث يتوجه ناحية مَن "السارد" الذي يحكي،
وهنا يعترض ((جينيت)) علي ما كان سائدا قبله فيما يعرف "بوجهة النظر"،أو "الرؤية"؛ لأنه يرى في ذلك خلطا بين العنصرين معا ـ الصيغةوالصوت ـ، فهو يسجل اعتراضه علي التنميط القديم "للسارد" الذي كان علي النحو التالي:
السارد ( أكبر من ) الشخصية
السارد ( يساوي ) الشخصية
السارد ( أصغر من ) الشخصية
حيث في الحالة الأولي يبدو "السارد" وكأنه خبير عليم بكل شيءحتى بباطن الشخصيات،
أما في الحالة الثانية فإن معلومات "السارد" تتساوي مع معلومات شخصياته، فهو لا يقول أكثر مما تعلمه الشخصية،
بدلا من التقسيم السابق بين "السارد" و"الشخصية"، يصبح هناك "التبئير"، وبالتالي فهناك الرواية "غير المبأرة"،أو ذات التبئير الصفر، وهي تلك التي لا يوجد فيها شخصيةتنقل لنا من بؤرةما، ما تراه،
وهناك الرواية ذات"التبئير الداخلي"، سواء أكان ثابتا، أي أن الشخص الذي ينقل لنا من البؤرة التي يرى منها الأحداث هو نفسه طوال الوقت،
أم "تبئيراداخليا متغيرا" فيختلف عدد الذين يبئرون الأحداث داخل الرواية،
أوتبئيرا داخليا متعددا، والفارق هنا أن أكثر من مبئر ينقلون لناالحدث الواحد من بؤر متعددة، وليس الأحداث المختلفة كما في المتغير،
وأخيرا الحكاية ذات "التبئير الخارجي"، وهي التي تتصرف فيهاالشخصيات أمامنا دون أن نعرف دواخلهاأو بواطنها أو
عواطفها،وهنا سنجد أننا نحن أنفسنا الذين نقوم "بالتبئير" تجاه الأحداث.
منقول