souihi عضو مجلس الإدارة
عدد الرسائل : 64 العمر : 66 تاريخ التسجيل : 19/11/2007
| موضوع: البعد الاجتماعي والتاريخي لرواية اللص و الكلاب لنجيب محفوظ : 16/4/2009, 11:26 | |
| البعد الاجتماعي والتاريخي لرواية "اللص و الكلاب" لنجيب محفوظ 1- التفاوتالاجتماعي: تقدم لنا الرواية كوثيقة نفسية لشخصية بطلهاالمحوري , وهي بذلك أيضا تقدم لنا صورة دقيقة عن المجتمع المصري بعد حوالي تسعسنوات من قيام ثورة الضباط الأحرار بزعامة جمال عبد الناصر سنة 1952 ويظهر للناسخلال مجتمع الرواية أن التفاوت الاجتماعي مهيمن إلى حد كبير.وأن اصطفاف هذهالشخصيات مع أو ضدسعيد مهرانإنما يتم وفق هذا الموقع الاجتماعي. هناكمن جهة الأغنياء الذين اعتادمهرانسرقتهم قبل دخول السجن لأنه يرى أن سببثرائهم يعود إلى سرقتهم مجهودات الآخرين مبررا آنذاك عمله. وهناك من جهة أخرى فئةكسبت الثروة بواسطة الخيانة والانتهازية)عليش وعلوان( وصارت في مكانةاجتماعية. وهناك ثالثا فئات شعبية هامشية تعيش على الهامش حياة بسيطة ومتواضعةويمثلها الجنيدي ونور. 2-التراتبيةالاجتماعية:
أمام هذا الوضع الذي تستفيد منه طبقة منالخونة والانتهازيين نجد التراتبية الاجتماعية تسود فيه وهي مظهر من مظاهر ذلكالتفاوت الاجتماعي حيث تسعى في ظله كل فئة أو طبقة اجتماعية إلى تنظيم حياتهاوتأمينها بكيفية اجتماعية تقوم على التراتبية داخلها. وتبدو لنا هذه التراتبية علىالنحو التالي : - أ - المؤسسة الرسمية: الإعلام/الأمن.فالمثقف والصحافي علوان والمخبرون ورجال الأمن والبوليس يعيشون في إطارمؤسسات رسمية للإعلام والأمن. وهم يطبقون التعليمات كل بطريقته الخاصة وتتمثل فيتبرير النظام أو مطاردة معارضيه. - ب - الشيخ والمريدون:لقد اختار المريدون حياة خاصة تقوم على ممارسة الذكر وخلقفرص التعاون والتآزر فيما بينهم لمواجهة مصاعب الحياة المادية, ما دامت الدولة لاتوفر لهم مستلزمات الحياة. - ج - المعلم ورجاله: تبرز في هذه الفئة علاقة المعلم برجاله ويمثل سعيد مهران قبل دخولهالسجن نموذجا لذلك وعليش سدرة بعد ذلك عندما انقلب عليه واحتل مكانه. وحين يخرجمهران من السجن سيجد نفسه أمام العالم كما ترك لكن الجديد الذي طرا هو ظهور هذهالفئة من الخونة والانتهازيين الذين تغيروا بسرعة نتيجة لذلك واخلوا موقعا فيالمجتمع. 3- الخلفية الاجتماعية وابعادهاالتاريخية:لقداستوحى نجيب محفوظ مادته الحكائية كما يؤكد العديد من دارسي هذه الرواية من واقعةحقيقية للسفاح محمود أمين سليمان الذي روع القاهرة في أواخر الخمسينات والذي أصبحبطلا في أعين كثير من المصريين لأنه دوخ البوليس حتى تم قتله أثناء المطاردة .
شكلتهذه الواقعة الحقيقية خلفية اجتماعية لرواية اللص والكلاب واستمد منها الروائي مايمكن من التعبير عن رؤيته للمجتمع المصري في حقبة تاريخية محددة " بعدالثورة"لكن نجيب محفوظ أحسن استثمار هذه المادة ليقدم في آن واحد انتقاداللنظام وللحركة المناهضة في الوقت نفسه, وكان أن قدم لنا ذلك من خلال رؤية فتيةمتميزة تعبر عن قدرة فائقة في التقاط تناقضات المجتمع المصري في خلال فترة ما بعدثورة يوليوز 1952. منقول عن دفاتر تربوية | |
|