- القصيدة المعاصرة بناء متكامل تتآلف أجزاؤها في وحدة عضوية.
- ووحدة القصيدة تعني: أن تكون القصيدة في نموها واكتمالها على صورة الكائن الحي الذي تتكامل أجزاؤه المختلفة لتقوم بحفظ حياته.
- ويجب ألا تتعارض الآثار التي تخلفها القصيدة في المتلقي.
- وهي تفترض التنوّع والتكامل والتركيب /// لاالتناقض والتكرار والتفكك.
- ولكن الوحدة العضوية غير متوافرة في القصائد المعاصرة, حسب نمط بناء القصيدة .
نمطا بناء القصيدة المعاصرة:
1- هناك نمط من البناء يقوم على التكرار والتراكم , وهو بعيد عن التلاحم العضوي الوظيفي, وهو بناء منفتح يمكننا أن نحذف منه بعض المقاطع أو نضيف إليه بعض المقاطع دون أن يتأثر البناء.
2- هناك نموذج ينطوي فيه المضمون في الشكل والشكل في المضمون , وهذا ما يسمى ( بالشكل العضوي) .
- والقصيدة هنا تقول كل شيء دفعة واحدة, فتتحدث عن الحب والموت والسياسة والثورة, وهذا مايسمى (((الكلية))) وهي أعظم مظاهر الحداثة في الشعر المعاصر.
- ويمكن اتخاذ (أنشودة المطر) للسيّاب نموذجاً للوحدة الكلية:
فالشاعر يبدأ بمخاطبة المحبوبة , أو الأم الراحلة, أو الإلهة عشتار., فيقول:
عيناك غابتا نخيل ساعة السحر
أو شرفتان راح ينأى عنهما القمر
عيناك حين تبسمان تورق الكروم
وترقص الأضواء كالأقمار في نهر
- وفي الموجة الأولى نجد ثنائيات ( الجوع – الخصب) / ( الجفاف – المطر).
- وينتقل إلى الموجة الثانية فيتحدث عن الولادة بعد الموت.... ثم ينتقل من الخاص إلى العام........ فيتحدث عن الأوضاع الاجتماعية موحياً إلى أن المطر الحقيقي لايغير الأوضاع, فتأتي بعد ذلك صورة المطر الرامز إلى الثورة الشاملة في قوله:
في كل قطرة من المطر
حمراء أو صفراء من أجنة الزهر
وكل دمعة من الجياع والعراة
وكل قطرة تراق من دم العبيد
فهي ابتسام في انتظار مبسم جديد
أو حلمة توردت على فم الوليد
في عالم الغد الفتي واهب الحياة
مطر.....
مطر.....
مطر......
سيعشب العراق بالمطر.
هذه الصور تأتلف في وحدة كلية منسجمة, فقد أيقظ المطر في نفس الشاعر الحزن والحب والذكريات, ولكن هذه المشاعر الذاتية لاتنفصل عن المشاعر الجماعية, ولذلك أفضى المطر الحقيقي إلى المطر الرامز الذي يطهر العراق من الظلم.
وهذه الصلات بين صور المطر الحقيقيةوالرامزة تدل على عالم الشاعر الذي لاتنفصل فيه الذات عن الجماعة.
ومثل هذه القصيدة سياسية اجتماعية معاً, ووحدتها كلية, وشكلها عضوي وظيفي.
منقول عن:
http://www.abdallah-y.com/modules/xfsection/article.php?articleid=34